ما زال في المجتمع من تحكمه الفطرة على التصرفات المجبولة على فعل الخير، وغالباً ما يسير البعض من هؤلاء خلف عاطفته طلباً للأجر وينساق أو ينجرف أحياناً مع الأساليب الخداعة التي ينتهجها المتسولون سواء كان ذلك عبر شبكات التواصل الاجتماعي أو في المساجد والأماكن العامة أو في الطرقات ونحوها، ولا شك أن من يبحث عن فعل الخير لا يلام إطلاقاً - فما عند الله خير وأبقى – ولكن ليس كل متسول يعتبر قليل ذات اليد أو فقيرا معدما وليس كل متسول عليلا أنهكته الأمراض المستعصية، وإنما بعضهم اتخذ هذه الوسيلة مهنة مربحة لا تتطلب أدنى جهد ويجني منها خلال مدة قصيرة ملايين الريالات، كما اتضح أن البعض من المتسولين له ارتباط بدعم المنظمات الإرهابية وهذا هو الأخطر والأهم، ولذا كان لزاماً أمام هذه الظاهرة التي طال امدها وتعددت اساليبها التوقف عن التعاطف مع المتسولين وابلاغ جهات الاختصاص لتتعامل معهم.
[COLOR=#FFFF00]التسول يقتحم - الواتس آب -
[/COLOR]
ويعد التسول عن طريق - الواتس آب - من أخطر أساليب التسول كونه يحمل عبارات استعطافية مستحدثة تشد البسطاء ويتم تداوله في المجموعات -القروبات- بشكل واسع وسريع مع ما تحمله الرسائل من أرقام حسابات في البنوك تسهل عملية الدفع.
ويلاحظ تساهل البعض في التبرع لأولئك الذين يرسلون طلبات تبرع عبر رسائل عن طريق - الواتس آب - اما مريض محتاج علاجا أو ما إلى ذلك وانه عن طريق شخص ثقة، وإذا تم البحث والتقصي وجد أنه غش وخداع بل أحياناً يكون خلفها عمالة تضع حساباتها كأنهم مواطنين محتاجين ويتفاعل البعض معها دون تثبت.
وتؤكد وفاء أبو هادي – كاتبة وإعلامية – أن التسول عن طريق - الواتس آب - انتشر في الفترة الأخيرة وينساق خلفه البعض وخصوصاً النساء، مشيرة أن جمع التبرعات عن طريق - الواتس آب - يتكون من شقين، الأول: استخدام هذه الوسيلة كدخل مادي عند البعض ممن امتهنها وأتقن طرق إقناع الناس بأساليب عديدة ومنها الدق على وتر العاطفة بأساليب متنوعة وقد يجمع ثروة كبيرة من وراء هذا الاحتيال، وتأليف قصص مختلقة لإدرار عاطفة الناس عليه ومن ثم مده بالمال، أما الشق الثاني: هو من يكون في حاجة ماسة عن حقيقة ويمر بظروف يحتاج من يقف بجانبه وهنا إما يضطر لسؤال الناس عبر مواقع التواصل كوسيلة لمساعدته وقد يكون الخجل سببا كبيرا لعدم سؤاله وهنا قد يجد من يصدقه فيساعده وقد لا يجد تجاوبا من احد جراء ما ساد عند الناس من أن وراء هذه الظروف تلفيقا وكذبا، مؤكدة أن عملية التثبت ضرورية جداً وتحتاج إلى ذكاء وفطنة فربما طلب هذه المبالغ لأعمال تخريبية وهذا ما أثبتته الكثير من القصص أو أن يكون نوعا من أنواع الاحتيال لشخص عاطل عن العمل اتكل على ما في أيدي الناس بهذه الطريقة فلا بد من التقصي ومعرفة هذا الشخص ومكان إقامته والظروف المحيطة به.
[COLOR=#FFFF00]تجاهل التحذيرات
[/COLOR]
وحذرت من أن تجاهل تحذيرات وتوجيهات وزارة الداخلية هو نوع من السير في طريق الهلاك دون أن يعي المعطي ما وراء عطائه، متسائلة في الوقت ذاته هل سأل فاعل الخير نفسه عن المورد الذي ستصرف فيه هذه المبالغ؟ خصوصاً في ظل التحذيرات من طرق الإرهاب وتمويله التي تؤدي إلى أضرار جسيمة ناهيك عن أساليب مبتكرة للنصب وصلت إلى المستوى الدولي، وهذا من الأسباب التي لابد أن يعيها الشخص وان يعي أن اتباع التعليمات الرسمية في هذا الصدد يحفظ مال الشخص وامنه.
وأضافت أن المملكة ولله الحمد عرفت ببلد الخير والعطاء، ولذلك لابد من أصحاب الخير ومن يريد أن يساهم في هذا الطريق أن يختار القنوات الآمنة الموثوقة كالجمعيات الخيرية المصرح لها من الدولة والتي تشرف عليها وزارة الشؤون الاجتماعية او مصلحة الزكاة والدخل.
وشددت وفاء أبو هادي على ضرورة تكثيف وسائل التوعية خصوصاً مع تطور التقنية واستخدامها في أساليب الاحتيال، مضيفة للأسف الشديد وسائل التوعية في هذا الجانب ليست بالشكل المطلوب فلابد أن تكثف على نطاق أوسع ولابد أن يكون للإعلام مشاركة فعالة في هذا الجانب خاصة مع توفر - القروبات - في - الواتس آب - وهذا ما يسهل تواجد أشخاص بأعداد كثيرة فيصبح من السهل تصيد أكبر عدد من الناس.
وقالت: أتمنى أن تخصص برامج تثقيفية عن دور مواقع التواصل الاجتماعي واستخدامها في المساعدة في مشاكل كثيرة كمثل هذه القضية وهي قضية بعض من يستغل ويحرك عواطف البسطاء لجني الأموال بالإضافة إلى دور الإعلام بشتى جهاته المرئية والمسموعة والمقروءة من خلال استضافة بعض الأشخاص الذين تعرضوا لمثل هذه المواقف وغرر بهم وخاصة الجيل الجديد من الأبناء ممن لا يمتلكون معلومات كافية أو تجربة تقيهم شر من يتربص بهم ولا يمنع من إعطاء بعض الندوات والدورات للبعض في هذا المجال مع وجود أهل الاختصاص ليكون هناك سياج منيع من كل جانب بالمجتمع من مثل هؤلاء الفئة الذي اعتادوا مهنة استغلال عاطفة المجتمع وجبي الأموال غير المشروعة اما لمصالح شخصية أو لتمويل إرهابي عاقبته اكبر على المجتمع.
[COLOR=#FFFF00]جريمة يعاقب عليها القانون
[/COLOR]
ويؤكد د. زيد بن عبدالله بن دريس – باحث في علم الجريمة - أن اخذ أموال الناس بالباطل وبغير حق جريمة يعاقب عليها القانون في جميع الأنظمة والقانونين والأديان السابقة وقد شرع الله سبحانه في كتابة المحكم وسنة نبيه الشريفة الطرق الشريفة التي من خلالها يرزق الله الإنسان من حيث لا يحتسب وأمرنا الله تعالى بالسعي وبذل الجهد وخصوصاً أن دولتنا حفظها الله قد وفرت العديد من الطرق التي من خلالها يحصل الإنسان على الرزق الطيب الحلال، ومن لا يجد فهناك الطرق المشروعة المعتمدة من قبل أجهزة الدولة اعزها الله والتي هي مختصة بتوفير بعض الاحتياجات المادية والمعنوية وفق أسس وأنظمة، مضيفا ولكن بعض الأشخاص يجد تجاوباً من الآخرين عندما يقوم بطلب الحاجة للمال من خلال محاكاة الجانب العاطفي للآخرين بالقيام ببعض الحركات والأساليب الخادعة الكاذبة والتباهي بالبكاء أمام المصلين وإحضار بعض الأوراق والفواتير التي قد لا تتعلق به نهائياً، أو إرسال بعض الأطفال والنساء للوقوف أمام الإشارات المرورية وهناك من يحاول الوقوف ببعض مواقف السيارات في انتظار صاحب السيارة من اجل الحديث معه بعيداً عن أعين الناس، منبها ان هذا دليل على أن الجانب العاطفي هو الطريق السهل الذي من خلاله يتم الوصول إلى موافقة الشخص على العطاء من دون أي تشاور أو تعقل في بعض الأحيان نحو طرف آخر يقوم بالتمثيل وتقمص شخصية الضعيف المحتاج المريض المسجون المبتور الأيدي أو الأرجل أو غيره، فهذا الأسلوب من الأساليب أيضاً التي تستخدمها الجماعات الإجرامية والإرهابية من اجل الحصول على العديد من الأموال كونها غنيمة من وجهة نظرهم يجب الاستحواذ عليها وما بحوزتهم حلال وما بحوزتنا حرام، وبالإضافة إلى أن هناك متطلبات من اجل بقاء واستمرار هذا التنظيم الإجرامي الإرهابي فإنه مجبر على دفع مرتبات من يلتحق بهم وشراء الأسلحة التي تستهدف بالنهاية الوطن.
ونبه إلى الحذر من المتسولين الأجانب أو العمالة السائبة اذ أصبح التسول مهنة سهلة رأسمالها دمعة عين أو تقرير طبي مزيف، وبالتالي فان اتباع الأساليب المشروعة للمساعدات المالية ودفع الزكاة والصدقة يقي الإنسان من أن يكون ضحية لهؤلاء المجرمين وسد الطرق أمامهم ولحفظ الأموال وذلك من خلال التعاون مع الأجهزة المعنية للوقوف ضد انتشار هذه الظاهرة التي لا تصب في مصلحة وطننا وحفظ أمننا، والتبليغ عنهم والتحقق منهم وفضحهم أمام الجميع من اجل الحذر منهم وعدم التعامل معهم.
[COLOR=#FFFF00]أين التوعية
[/COLOR]
بدوره أكد د. الرمضي الصقري – مستشار المسؤولية الاجتماعية والاستدامة - أن هذه المشكلة تقع تحت ظاهرة التسول من بعض جوانبها أو بالأحرى هي من صور التسول، وقال: ان الدولة أعزها الله وضعت قنوات لعلاج أصحاب الحاجات عن طريق جهات رسمية، اما استخدام وسائل التواصل لنشر مثل هذه الحالات فيجب على الجهات المختصة التأكد من هذه المواضيع، فهناك جمعيات ومؤسسات وقنوات إيصال الطلب لأعلى سلطة، والحقيقة أن الإجراءات عديدة وسهلة التحقيق وأخذ المعلومة من المصدر والمصادر أيضاً متعددة ولله الحمد.
وفيما يتعلق بتجاهل البعض لتحذيرات وزارة الداخلية من جمع التبرعات عن طريق - الواتس آب - ، اوضح د. الرمضي أن وزارة الداخلية منعت هذا لوجود أضرار ثبتت لها، ومخالفة التعليمات والتحذيرات اما جهلاً أو تعمداً لأغراض في نفوس هؤلاء ومن الوطنية الحقة اتباع تعليمات ولي الأمر، ملمحا ان من المسؤولية الاجتماعية اخذ المعلومات من مصادرها الرسمية، فالشعوب والأمم المتقدمة تحترم النظام الذي تضعه الدولة دون رقيب، فالدولة لا تضع تنظيما إلا لحماية المجتمع ويجب علينا احترام هذه التعليمات والوقوف أمام كل مخالف، مضيفاً هذا البلد بلد عطاء وبلد خير وشعبه يغلب عليه حب الخير وطلب الأجر والتبرع لمساعدة الناس والمساهمة في قضاء حوائجهم، لكن أصبحت الآن المعطيات مختلفة والأوضاع أيضاً مختلفة فهناك مؤسسات في الوطن ولله الحمد موثوقة ووضعت لهذا الغرض مثل الجمعيات الخيرية والجهات الحكومية فاعتقد أن مسألة التحقق أمر مطلوب ومن خلال القنوات المصرحة من الدولة وان يكون العطاء ذكيا بعيدا عن التكهنات، ولذلك لا بد لفاعل الخير ان لم يتحقق بنفسه فالأولى أن يلجأ إلى الجهات المصرحة على الأقل يطلب منهم التحقق من ذلك.
وأشار د. الرمضي إلى أن وسائل التوعية بعيدة عن هذا الأمر، موضحا لا يوجد حالياً وسائل توعية تواكب هذه المشكلة التي أصبحت ظاهره والأولى أن تواكب التوعية الظواهر السلبية التي تحدث في المجتمع ووضع الوسائل التوعوية لها واعتقد أن كثيرا من وسائل التوعية هي مجرد هدر مالي لا أكثر لأنها في غالبها عشوائية فالتوعية ركن أصيل من الاستدامة لأنها يفترض أن تكون علاجا استباقيا للظواهر قبل أن تستفحل، وعلى الجهات التوعوية للوقاية قبل أن تكون ظواهر سلبية أن يكون هناك رصد للسلوك في المجتمع والتحرك بناء على ذلك، وأن تكون التوعية تتناسب مع أساليب انتشار بعض الممارسات والاستفادة من وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، فنحن لا نحتاج مؤسسات كبيرة بقدر ما نحتاج إلى مؤسسات ذكية تواكب ما يدور في المجتمع، مضيفا ان على المؤسسات الخيرية والمصرح لها أن تكون معولا مساعدا لأهل الخير وتحقيق تطلعاتهم وتخرج من عباءة الانطلاق على نفسها إلى مواكبة الأساليب الحديثة وتحقيق تطلعات المجتمع من خلال مرونة دون إخلال.
ما زال في المجتمع من تحكمه الفطرة على التصرفات المجبولة على فعل الخير، وغالباً ما يسير البعض من هؤلاء خلف عاطفته طلباً للأجر وينساق أو ينجرف أحياناً مع الأساليب الخداعة التي ينتهجها المتسولون سواء كان ذلك عبر شبكات التواصل الاجتماعي أو في المساجد والأماكن العامة أو في الطرقات ونحوها، ولا شك أن من يبحث عن فعل الخير لا يلام إطلاقاً - فما عند الله خير وأبقى – ولكن ليس كل متسول يعتبر قليل ذات اليد أو فقيرا معدما وليس كل متسول عليلا أنهكته الأمراض المستعصية، وإنما بعضهم اتخذ هذه الوسيلة مهنة مربحة لا تتطلب أدنى جهد ويجني منها خلال مدة قصيرة ملايين الريالات، كما اتضح أن البعض من المتسولين له ارتباط بدعم المنظمات الإرهابية وهذا هو الأخطر والأهم، ولذا كان لزاماً أمام هذه الظاهرة التي طال امدها وتعددت اساليبها التوقف عن التعاطف مع المتسولين وابلاغ جهات الاختصاص لتتعامل معهم.
[COLOR=#FFFF00]التسول يقتحم - الواتس آب -
[/COLOR]
ويعد التسول عن طريق - الواتس آب - من أخطر أساليب التسول كونه يحمل عبارات استعطافية مستحدثة تشد البسطاء ويتم تداوله في المجموعات -القروبات- بشكل واسع وسريع مع ما تحمله الرسائل من أرقام حسابات في البنوك تسهل عملية الدفع.
ويلاحظ تساهل البعض في التبرع لأولئك الذين يرسلون طلبات تبرع عبر رسائل عن طريق - الواتس آب - اما مريض محتاج علاجا أو ما إلى ذلك وانه عن طريق شخص ثقة، وإذا تم البحث والتقصي وجد أنه غش وخداع بل أحياناً يكون خلفها عمالة تضع حساباتها كأنهم مواطنين محتاجين ويتفاعل البعض معها دون تثبت.
وتؤكد وفاء أبو هادي – كاتبة وإعلامية – أن التسول عن طريق - الواتس آب - انتشر في الفترة الأخيرة وينساق خلفه البعض وخصوصاً النساء، مشيرة أن جمع التبرعات عن طريق - الواتس آب - يتكون من شقين، الأول: استخدام هذه الوسيلة كدخل مادي عند البعض ممن امتهنها وأتقن طرق إقناع الناس بأساليب عديدة ومنها الدق على وتر العاطفة بأساليب متنوعة وقد يجمع ثروة كبيرة من وراء هذا الاحتيال، وتأليف قصص مختلقة لإدرار عاطفة الناس عليه ومن ثم مده بالمال، أما الشق الثاني: هو من يكون في حاجة ماسة عن حقيقة ويمر بظروف يحتاج من يقف بجانبه وهنا إما يضطر لسؤال الناس عبر مواقع التواصل كوسيلة لمساعدته وقد يكون الخجل سببا كبيرا لعدم سؤاله وهنا قد يجد من يصدقه فيساعده وقد لا يجد تجاوبا من احد جراء ما ساد عند الناس من أن وراء هذه الظروف تلفيقا وكذبا، مؤكدة أن عملية التثبت ضرورية جداً وتحتاج إلى ذكاء وفطنة فربما طلب هذه المبالغ لأعمال تخريبية وهذا ما أثبتته الكثير من القصص أو أن يكون نوعا من أنواع الاحتيال لشخص عاطل عن العمل اتكل على ما في أيدي الناس بهذه الطريقة فلا بد من التقصي ومعرفة هذا الشخص ومكان إقامته والظروف المحيطة به.
[COLOR=#FFFF00]تجاهل التحذيرات
[/COLOR]
وحذرت من أن تجاهل تحذيرات وتوجيهات وزارة الداخلية هو نوع من السير في طريق الهلاك دون أن يعي المعطي ما وراء عطائه، متسائلة في الوقت ذاته هل سأل فاعل الخير نفسه عن المورد الذي ستصرف فيه هذه المبالغ؟ خصوصاً في ظل التحذيرات من طرق الإرهاب وتمويله التي تؤدي إلى أضرار جسيمة ناهيك عن أساليب مبتكرة للنصب وصلت إلى المستوى الدولي، وهذا من الأسباب التي لابد أن يعيها الشخص وان يعي أن اتباع التعليمات الرسمية في هذا الصدد يحفظ مال الشخص وامنه.
وأضافت أن المملكة ولله الحمد عرفت ببلد الخير والعطاء، ولذلك لابد من أصحاب الخير ومن يريد أن يساهم في هذا الطريق أن يختار القنوات الآمنة الموثوقة كالجمعيات الخيرية المصرح لها من الدولة والتي تشرف عليها وزارة الشؤون الاجتماعية او مصلحة الزكاة والدخل.
وشددت وفاء أبو هادي على ضرورة تكثيف وسائل التوعية خصوصاً مع تطور التقنية واستخدامها في أساليب الاحتيال، مضيفة للأسف الشديد وسائل التوعية في هذا الجانب ليست بالشكل المطلوب فلابد أن تكثف على نطاق أوسع ولابد أن يكون للإعلام مشاركة فعالة في هذا الجانب خاصة مع توفر - القروبات - في - الواتس آب - وهذا ما يسهل تواجد أشخاص بأعداد كثيرة فيصبح من السهل تصيد أكبر عدد من الناس.
وقالت: أتمنى أن تخصص برامج تثقيفية عن دور مواقع التواصل الاجتماعي واستخدامها في المساعدة في مشاكل كثيرة كمثل هذه القضية وهي قضية بعض من يستغل ويحرك عواطف البسطاء لجني الأموال بالإضافة إلى دور الإعلام بشتى جهاته المرئية والمسموعة والمقروءة من خلال استضافة بعض الأشخاص الذين تعرضوا لمثل هذه المواقف وغرر بهم وخاصة الجيل الجديد من الأبناء ممن لا يمتلكون معلومات كافية أو تجربة تقيهم شر من يتربص بهم ولا يمنع من إعطاء بعض الندوات والدورات للبعض في هذا المجال مع وجود أهل الاختصاص ليكون هناك سياج منيع من كل جانب بالمجتمع من مثل هؤلاء الفئة الذي اعتادوا مهنة استغلال عاطفة المجتمع وجبي الأموال غير المشروعة اما لمصالح شخصية أو لتمويل إرهابي عاقبته اكبر على المجتمع.
[COLOR=#FFFF00]جريمة يعاقب عليها القانون
[/COLOR]
ويؤكد د. زيد بن عبدالله بن دريس – باحث في علم الجريمة - أن اخذ أموال الناس بالباطل وبغير حق جريمة يعاقب عليها القانون في جميع الأنظمة والقانونين والأديان السابقة وقد شرع الله سبحانه في كتابة المحكم وسنة نبيه الشريفة الطرق الشريفة التي من خلالها يرزق الله الإنسان من حيث لا يحتسب وأمرنا الله تعالى بالسعي وبذل الجهد وخصوصاً أن دولتنا حفظها الله قد وفرت العديد من الطرق التي من خلالها يحصل الإنسان على الرزق الطيب الحلال، ومن لا يجد فهناك الطرق المشروعة المعتمدة من قبل أجهزة الدولة اعزها الله والتي هي مختصة بتوفير بعض الاحتياجات المادية والمعنوية وفق أسس وأنظمة، مضيفا ولكن بعض الأشخاص يجد تجاوباً من الآخرين عندما يقوم بطلب الحاجة للمال من خلال محاكاة الجانب العاطفي للآخرين بالقيام ببعض الحركات والأساليب الخادعة الكاذبة والتباهي بالبكاء أمام المصلين وإحضار بعض الأوراق والفواتير التي قد لا تتعلق به نهائياً، أو إرسال بعض الأطفال والنساء للوقوف أمام الإشارات المرورية وهناك من يحاول الوقوف ببعض مواقف السيارات في انتظار صاحب السيارة من اجل الحديث معه بعيداً عن أعين الناس، منبها ان هذا دليل على أن الجانب العاطفي هو الطريق السهل الذي من خلاله يتم الوصول إلى موافقة الشخص على العطاء من دون أي تشاور أو تعقل في بعض الأحيان نحو طرف آخر يقوم بالتمثيل وتقمص شخصية الضعيف المحتاج المريض المسجون المبتور الأيدي أو الأرجل أو غيره، فهذا الأسلوب من الأساليب أيضاً التي تستخدمها الجماعات الإجرامية والإرهابية من اجل الحصول على العديد من الأموال كونها غنيمة من وجهة نظرهم يجب الاستحواذ عليها وما بحوزتهم حلال وما بحوزتنا حرام، وبالإضافة إلى أن هناك متطلبات من اجل بقاء واستمرار هذا التنظيم الإجرامي الإرهابي فإنه مجبر على دفع مرتبات من يلتحق بهم وشراء الأسلحة التي تستهدف بالنهاية الوطن.
ونبه إلى الحذر من المتسولين الأجانب أو العمالة السائبة اذ أصبح التسول مهنة سهلة رأسمالها دمعة عين أو تقرير طبي مزيف، وبالتالي فان اتباع الأساليب المشروعة للمساعدات المالية ودفع الزكاة والصدقة يقي الإنسان من أن يكون ضحية لهؤلاء المجرمين وسد الطرق أمامهم ولحفظ الأموال وذلك من خلال التعاون مع الأجهزة المعنية للوقوف ضد انتشار هذه الظاهرة التي لا تصب في مصلحة وطننا وحفظ أمننا، والتبليغ عنهم والتحقق منهم وفضحهم أمام الجميع من اجل الحذر منهم وعدم التعامل معهم.
[COLOR=#FFFF00]أين التوعية
[/COLOR]
بدوره أكد د. الرمضي الصقري – مستشار المسؤولية الاجتماعية والاستدامة - أن هذه المشكلة تقع تحت ظاهرة التسول من بعض جوانبها أو بالأحرى هي من صور التسول، وقال: ان الدولة أعزها الله وضعت قنوات لعلاج أصحاب الحاجات عن طريق جهات رسمية، اما استخدام وسائل التواصل لنشر مثل هذه الحالات فيجب على الجهات المختصة التأكد من هذه المواضيع، فهناك جمعيات ومؤسسات وقنوات إيصال الطلب لأعلى سلطة، والحقيقة أن الإجراءات عديدة وسهلة التحقيق وأخذ المعلومة من المصدر والمصادر أيضاً متعددة ولله الحمد.
وفيما يتعلق بتجاهل البعض لتحذيرات وزارة الداخلية من جمع التبرعات عن طريق - الواتس آب - ، اوضح د. الرمضي أن وزارة الداخلية منعت هذا لوجود أضرار ثبتت لها، ومخالفة التعليمات والتحذيرات اما جهلاً أو تعمداً لأغراض في نفوس هؤلاء ومن الوطنية الحقة اتباع تعليمات ولي الأمر، ملمحا ان من المسؤولية الاجتماعية اخذ المعلومات من مصادرها الرسمية، فالشعوب والأمم المتقدمة تحترم النظام الذي تضعه الدولة دون رقيب، فالدولة لا تضع تنظيما إلا لحماية المجتمع ويجب علينا احترام هذه التعليمات والوقوف أمام كل مخالف، مضيفاً هذا البلد بلد عطاء وبلد خير وشعبه يغلب عليه حب الخير وطلب الأجر والتبرع لمساعدة الناس والمساهمة في قضاء حوائجهم، لكن أصبحت الآن المعطيات مختلفة والأوضاع أيضاً مختلفة فهناك مؤسسات في الوطن ولله الحمد موثوقة ووضعت لهذا الغرض مثل الجمعيات الخيرية والجهات الحكومية فاعتقد أن مسألة التحقق أمر مطلوب ومن خلال القنوات المصرحة من الدولة وان يكون العطاء ذكيا بعيدا عن التكهنات، ولذلك لا بد لفاعل الخير ان لم يتحقق بنفسه فالأولى أن يلجأ إلى الجهات المصرحة على الأقل يطلب منهم التحقق من ذلك.
وأشار د. الرمضي إلى أن وسائل التوعية بعيدة عن هذا الأمر، موضحا لا يوجد حالياً وسائل توعية تواكب هذه المشكلة التي أصبحت ظاهره والأولى أن تواكب التوعية الظواهر السلبية التي تحدث في المجتمع ووضع الوسائل التوعوية لها واعتقد أن كثيرا من وسائل التوعية هي مجرد هدر مالي لا أكثر لأنها في غالبها عشوائية فالتوعية ركن أصيل من الاستدامة لأنها يفترض أن تكون علاجا استباقيا للظواهر قبل أن تستفحل، وعلى الجهات التوعوية للوقاية قبل أن تكون ظواهر سلبية أن يكون هناك رصد للسلوك في المجتمع والتحرك بناء على ذلك، وأن تكون التوعية تتناسب مع أساليب انتشار بعض الممارسات والاستفادة من وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، فنحن لا نحتاج مؤسسات كبيرة بقدر ما نحتاج إلى مؤسسات ذكية تواكب ما يدور في المجتمع، مضيفا ان على المؤسسات الخيرية والمصرح لها أن تكون معولا مساعدا لأهل الخير وتحقيق تطلعاتهم وتخرج من عباءة الانطلاق على نفسها إلى مواكبة الأساليب الحديثة وتحقيق تطلعات المجتمع من خلال مرونة دون إخلال.